بعد تأكيد وزارة الدفاع الأمريكية والبنتاغون صحة التقارير الأممية التي اتهمت أبوظبي بتمويل شركة فاغنر الروسية العسكرية خلال عملياتها في ليبيا عامي 2019 و2020، أوصى تقرير للمخابرات الأمريكية بمراجعة العلاقات العسكرية مع دولة الإمارات العرية المتحدة على خلفية تقديمها دعما ماليا سخيا للشكرة سيئة السمعة في ليبيا.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية قد كشفت في تقرير نشر الأسبوع الماضي عن ضلوع الإمارات في تمويل مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية لدعم حفتر في الحرب الأخيرة بليبيا.
وأضافت أن الخبراء ظلوا يشكون في استخدام الإمارات لشركة التعهدات الأمنية الخاصة للتعتيم على دورها في النزاع، إلا أن تقرير وزارة الدفاع هو أول تقييم رسمي عن ترتيب الإمارات مع الشركة الروسية.
وكشفت واشنطن بوست نقلا عن مصادر سعكرية بالبنتاغون -اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم لسرية المعلومات التي تم الإطلاع عليها- أن التقرير جرى إعداده من قبل مجلس الاستخبارات الوطني، وجرى إطلاع كبار صانعي السياسة الأمريكية عليه في الأسابيع الأخيرة، لتوجيه عملية صنع القرار في الشرق الأوسط وتحديدا الإمارات.
واعتبرت الصحيفة أن المميز في التقرير تركيزه على عمليات التأثير لدولة صديقة، بخلاف القوى المعادية مثل روسيا والصين وإيران، ولفتت إلى أنه من غير المألوف قيام مجلس الاستخبارات بفحص التفاعلات التي يشارك فيها مسؤولون أمريكيون عن كثب في الداخل، بالنظر إلى أنه مفوض بالتركيز على التهديدات الخارجية، وفق قولها.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن بعض عمليات التأثير الواردة في التقرير معروفة لدى متخصصي الأمن القومي، لكن هذه الأنشطة تصاعدت بسبب عدم رغبة واشنطن في إصلاح قوانين التأثير الأجنبي أو توفير موارد إضافية لوزارة العدل، ووصفها بعض المطلعين على التقرير بأنها أنشطة أخرى تشبه إلى حد بعيد التجسس.
يأتي تقرير المخابرات الأمريكية عقب تقارير متطابقة تتحدث عن تمويل سخي قدمته أبوظبي لشركة فاغنر الروسية التي تقدم خدمات أمنية لأحد الأطراف المتحاربة في ليبيا قبل أن تتحول إلى أداة روسية يستخدمها بوتين في صراعه المحتدم مع الغرب.
وتعتبر الولايات المتحدة مجموعة فاغنر الروسية من أبرز عوامل زعزعة الاستقرار في ليبيا، لاسيما أن الكرملين يستخدم هذه الشركة سيئة الصيت لترسيخ موطئ قدم عسكري على الشواطئ الجنوبية لأوروبا.