حملت تصريحات مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى ليبيا “ريتشارد نورلاند” دلالات عدة أبرزها التحذير من أن الوضع الراهن لا يُمكن أن يستمر، وأنّ واشنطن قد تعيد تقييم علاقاتها مع الجهات الفاعلة التي تعرقل الحلول السياسية في ليبيا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بطرابلس، قال “نورلاند” فيه، إن وجود حكومتين في البلاد مسألة “معقدة” لا يمكن حلها إلا عبر الانتخابات، وإن مجلسي النواب والأعلى الدولة أمضيا أكثر من 7 سنوات في السلطة ولم يتوصلا إلى أي توافق، مطالبا المجلسين بوضع أساس دستوري لإجراء الانتخابات بدل الانشغال بالتأسيس لمرحلة انتقالية جديدة.
تصريحات أزعجت مجلس النواب، فعلى الإثر خرج النائب الأول للمجلس فوزي النويري قائلا، إن تدخلات الدبلوماسيين الأجانب تقوض أي تقارب بين الليبيين وتهدد الأمن القومي للبلاد، لافتا إلى أن هذه الظاهرة تكررت من السفراء والمبعوثين ومن رؤساء بعض الدول دون تحديد لمصدر هذه التدخلات.
ليست التصريحات الأمريكية وحدها التي لا تروق لمجلس النواب، إذ سبق ذلك تصريحات من السفارة البريطانية، التي أكدت في بيان لها دعمها لخارطة طريق ملتقى الحوار السياسي ولحكومة الوحدة الوطنية حتى موعد إجراء الانتخابات بالبلاد في إشارة إلى عدم الاعتراف بالحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب.
موقف استنكره مجلس النواب واعتبره تدخلا غير مقبول في الشأن الليبي الداخلي، مع التأكيد على أن اختيار حكومة جديدة أو الإبقاء على الحالية هو خيار لمجلس النواب ويجب على الجميع احترامه.